لا يقتصر الترقب للتصعيد في منطقة الشرق الأوسط على الجانب العسكري وتحديداً بما سيحصل على الجبهة اللبنانية مع إسرائيل بالدرجة الأولى والرد الإيراني على إسرائيل بالدرجة الثانية، بل انسحب على الجانب المالي في ضوء الإضطرابات في الأسواق المالية العالمية وحركة تراجع البورصات العالمية، فيما يتوقع الخبراء انعكاس هذا الإضراب والتصعيد على أسعار الطاقة في حال اندلعت مواجهة واسعة في المنطقة.
وفي الوقت الذي تزامن فيه هذا التراجع الحاد في البورصات العالمية على البورصات الخليجية، تبرز خشية من أن تلقي هذه الأزمات بظلالٍ قاتمة على اقتصاد لبنان، ساحة المواجهة التي تعاني في الأساس من أزمة مالية وانهيار اقتصادي منذ أكثر من 4 سنوات.
وبالتالي، فإن الإنعكاسات التي سيلمسها اللبنانيون، ستتراوح ما بين الشركات والمؤسسات المالية التي تستثمر في البورصات والأسواق المالية، من دون أن يطال هذا الأمر، على الأقل في المرحلة الراهنة، الوضع المالي المأزوم قبل الحرب في غزة والوضع الإقتصادي المتدهور نتيجة الحرب في الجنوب منذ عشرة أشهر وارتفاع مستوى الخسائر الإقتصادية وصولاً إلى الركود بعد استهداف الضاحية الجنوبية. ويعزو أستاذ الإقتصاد في الجامعة اللبنانية البروفسور جاسم عجاقة، تراجع البورصات العالمية والخليجية، إلى تأثرها بالتوترات الجيوسياسية في المنطقة من جهة وبالقلق والمخاوف إزاء حصول ركود في الإقتصاد الأميركي.
ويقول البروفسور عجاقة لـ”ليبانون ديبايت”، إن المخاوف من تراجع بورصة وول ستريت الأميركية بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، قد انعكس بشكل مباشر على البورصات في العالم.
وأما على صعيد العلاقة ما بين الأزمة الناشئة والتصعيد في المنطقة، فيتحدث عجاقة عن أن التوترات السياسية والخشية من رد إيراني محتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، كما التوقعات والقلق من ركود في الإقتصاد الأميركي، هما عاملان قد انعكسا على البورصات الخليجية والعربية بشكلٍ عام، وبالتالي سيؤدي إلى تراجع حركة المستثمرين، بانتظار بلورة الصورة في المنطقة.
“ليبانون ديبايت”
