يطغى واقع التصعيد على المشهد الميداني في غزة كما في أكثر من ساحة مواجهة في المنطقة، بعدما أشعلت إسرائيل حرب الإغتيالات، من بيروت إلى طهران، حيث استهدفت الرجل الأول في حركة “حماس” رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية. وعليه، يؤكد الناطق الرسمي ل”حماس” في بيروت وليد كيلاني، إن هذا الإستهداف “يأتي بعد عشرة أشهر من الحرب على غزة، وبعد فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه، فأراد أن يهرب إلى الأمام عبر عمليات خارج فلسطين، تخطى فيها كل الخطوط الحمر وارتكب عدة جرائم في لبنان والعراق وطهران”.
وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يناقش كيلاني القرار الإسرائيلي بتوسيع المعركة والإنتقال إلى مرحلة أخرى، معتبراً أنه “يتطلب من حركات المقاومة أن تستعد لمرحلة من التصعيد يريدها العدو، خصوصاً في ضوء ما ورد في خطاب السيد حسن نصرالله، عن أن لبنان انتقل من جبهة مساندة إلى جبهة مواجهة، وهو ما يحتّم على باقي الجبهات الإستعداد لما هو قادم”.
وعن مصير المفاوضات بين الحركة وإسرائيل بعد اغتيال هنية، يوضح كيلاني بأن “الحركة قدمت مقترحاً في الشهر الماضي ولم تتلق رداً عليه من الجانب الإسرائيلي، الذي لا يريد المفاوضات ولا الحلول، فقد خطب بنيامين نتنياهو لفترة 60 دقيقة في الكونغرس الأميركي من دون أن يتطرق إلى ملف المفاوضات، فالكرة اليوم في ملعب الإسرائيلي الذي لا يريد الحلول، وقد قتل من كان يفاوضه عندما اغتال هنية، لأن العبرة ليست بالتصريح إنما بالتنفيذ”.
وعن جبهات مساندة غزة بعد الإغتيالات، يشدد كيلاني على “حتمية الردّ من لبنان ومن إيران، فيما باقي الجبهات هي في حال ترقب لما سيحصل في الأيام القادمة، على أن يحدد قادة المحور التوقيت”.
ورداً على سؤال حول المشهد الحالي، يرى كيلاني أنه “بدلاً من أن يخطو العدو الصهيوني خطوةً إلى الأمام ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، إرتكب جريمة مجدل شمس وأراد أن يُحدث فتنة بين الدروز والأطراف الأخرى، ثم نفذ جريمتي اغتيال في بيروت وطهران، وهو اليوم يحرك الوسطاء كي لا تكون هناك ردود قوية من قبل الحزب وإيران”.
إلاّ أن كيلاني يستدرك بأنه “بعد كل هذه الأحداث، وإن لم ترد المقاومة، فإن العدو سيتمادى أكثر وهذا بات واضحاً للجميع، لذلك فإن المرحلة المقبلة تحمل عنوان التصعيد إن كان رد على الرد ولكن إن لم يبادر العدو إلى الرد على رد المحور، سنعود إلى المفاوضات”.
وبالتالي، فإن “الكلمة للميدان” بستخلص كيلاني الذي يركز على أن “قيادة المقاومة تغضب ولكن تفكر بعقلانية وروية، بمعنى أنه يجب أن يأتي الرد فاعلاً لنردع هذا العدو ونمنعه ان يتمادى أكثر، ولكن إذا أراد العدو أن يوسع كما حصل في الضاحية وطهران، عندها سيكون الرد أقوى، وهذا سيدحرج الأمور نحو مواجهة شاملة”.
“ليبانون ديبايت”