في كشف علمي جديد نشرت وكالة ناسا صوراً التقطتها كاميرا جديدة للقمر تظهر لأول مرة الأماكن الأكثر ظلاماً على سطحه، الأمر الذي لم يكن متاحاً في السابق.
وهذه المشاهد الجديدة هي ثمار ShadowCam، وهي أداة قدمتها وكالة ناسا لـ Danuri، المركبة الفضائية الكورية الجنوبية التي وصلت إلى القمر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق ما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
ومنذ عام 2009، تم تصوير سطح القمر بالكامل تقريبا بالتفصيل بواسطة Lunar Reconnaissance Orbiter، وهي مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا.
لكن الكاميرا الخاصة بها ليست حساسة بما يكفي لرؤية أي شيء في الفوهات المظللة بشكل دائم، ما يجعل المشاهد الجديدة مميزة وغير مألوفة.
ووفق الصور هذه الظلال ليست سوداء تماما في بعض الأحيان، ينعكس ضوء الشمس عن الأرض إلى الحفرة، ثم يرتد إلى الأعلى.
وتضاء صور أخرى بضوء الأرض وضوء الشمس الذي ينعكس عن الأرض باتجاه القمر، وهذا يكفي لتفتيح الحفر المظللة قليلا.
في حين أن البصريات في ShadowCam متطابقة تقريبا مع تلك الموجودة في كاميرا Lunar Reconnaissance Orbiter، فإن الأداة الجديدة تلتقط صورا طويلة للغاية حيث يصبح الظلام غير المرئي مرئيا.
ويشير السهم في الصورة أدناه إلى مسار صخرة تتدحرج أسفل منحدر داخل فوهة شاكلتون.
لا حاجة لمصابيح يدوية (ناسا)
بدوره، قال براسون ماهانتي، نائب المحقق الرئيسي في ShadowCam، إنه عندما رأى العلماء الصور الأولى، كان رد فعلهم هو الارتياح لأن الأداة تعمل كما هو مصمم.
وفي أماكن معينة وفي أوقات معينة، لا تكون الظلال داكنة إلى هذا الحد. ففي مؤتمر عقد في شهر مارس/آذار، أفاد العلماء العاملون على كاميرا “شادوكام” أن الضوء غير المباشر كان مماثلاً لـ”مستويات الإضاءة الداخلية المريحة”.
وقد لا يحتاج رواد الفضاء الذين يزورون تلك المناطق إلى حمل مصابيح يدوية لمعرفة المكان الذي يتجهون إليه، على الرغم من أن الوهج والظلال الطويلة قد لا تزال تشكل بعض المشاكل.
كذلك يمكن لكاميرا “شادوكام” أيضاً أن تلقي الضوء على المياه الغامضة على القمر.
وحددت مهمة لوكالة ناسا في عام 2009 وجود مياه في سحابة من الحطام المستخرج من فوهة كابيوس، وهي واحدة من المناطق المظللة بشكل دائم.
لكن أين المياه؟
وعلى الرغم من أن صور كاميرا “شادوكام” تظهر بقعاً بيضاء، إلا أنه حتى الآن لا يبدو أن أياً منها عبارة عن جليد.
فيما يبدو أن معظم البقع المضيئة عبارة عن صخور أو صخور أساسية مكشوفة أو فوهات بركانية حديثة. وهذا قد يعني أن المياه مغطاة بالغبار أو محاصرة في المعادن الموجودة في الصخور.
