أكثر من نصف مليون لبناني قد هاجروا منذ العام 2015 حتى اليوم، فارتفعت أعداد المغتربين وهم بمئات الآلاف، الذين يزورون لبنان في كل صيف للقاء عائلاتهم مهما كانت الظروف صعبة والمخاوف مرتفعة من توسع الحرب الدائرة في الجنوب.
وعلى الرغم من أن التوقعات بالنسبة للموسم الحالي لن توازي أرقام العام الماضي، فإن مدير المعهد اللبناني لدراسات السوق الدكتور مارديني، يؤكد أن عدد الوافدين وهم من اللبنانيين، ما زال أقل من عدد اللبنانيين الذين زاروا لبنان في صيف 2023. وأشار الدكتور مارديني في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، إلى أنه بعد الإنهيار الإقتصادي الكبير الذي استمر حتى العام 2023 و2024 وأدى إلى أضرار جسيمة في كل القطاعات الإقتصادية ومنها السياحة، حيث سجل اقفال الفنادق والمطاعم والمراكز السياحية والمطاعم بالتوازي مع عمليات تسريح للموظفين بشكل غيرمسبوق، حصلت إعادة هيكلة للقطاعت الإتصادية ومن ضمنها القطاع السياحي، وفي صيف العام 2023، حصل نمو كبير في القطاع السياحي إذ أنه بعد الإنهيار ووباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت وعدم الإستقرار السياسي والإجتماعي، عاد اللبنانيون الذين اشتاقوا لزيارة وطنهم.
وبالمقارنة بين العام الماضي والعام الحالي، يرى مارديني، أن القطاع السياحي في العام 2023، أصبح القلب النابض للقطاع الإقتصادي اللبناني، وحققت السياحة إيراداته أرقاماً غير مسبوقة، بينما في العام 2024 كانت التوقعات بأن يكون مثل العام الماضي، ولكن الحرب في جنوب لبنان قلبت المشهد.
وعن تداعيات هذه الحرب سياحياً، يقول مارديني، إنها انعكست أولاً على الجنوب وعلى حركة المغتربين الذين يزورون أهلهم في كل صيف ولكنهم عدلوا عن ذلك، وتراجعت الحركة الإقتصادية في القرى الجنوبية وضمنا الحركة السياحية، وكذلك فإن العديد من اللبنانيين من مناطق أخرى، خافوا أيضاً بسبب تحذيرات السفارات لرعاياها والتهديدات المتبادلة بالحرب.
وبالتالي، ورغم الحماس للموسم الحالي، يكشف مارديني أن خطر توسع الحرب من الجنوب إلى مناطق أخرى وخطر تأثيرها على مطار بيروت، دفع باللبنانيين في الخارج إلى التردد وإلغاء زياراتهم، لكن أعداد الوافدين ما زال مرتفعاً وبشكل مفاجىء وذلك النسبة لبلدٍ تدور حرب في جنوبه.
أمّا على مستوى الحديث عن موسم سياحي جيد، فيرى مارديني أنه كلام يأتي في إطار التسويق لتشجيع المترددين عبر الترويج بأن “الصيفية ولعانة في لبنان”، علماً أن الموسم ليس كما كان عليه في 2023 وقد تراجعت الحركة، ولكن رغم التراجع ما زال القطاع السياحي واقفاً وقادراً على جذب الزوار إلى لبنان، مع العلم أنه إذا حصل استقرار أمني في الجنوب، من الممكن أن يكون ما تبقى من الموسم خلال شهر آب المقبل، فرصةً لأن تنتعش الحركة السياحية، علماً أن ما من مؤشرات على ذلك.
“ليبانون ديبايت”