فرضت الحرب في الجنوب هدنةً سياسيّة في الملفّ الرّئاسيّ، فخفّت المواقف المُتعلّقة بهذا الاستحقاق، وركّزت تصريحات المسؤولين والسّياسيّين على الحرب وحزب الله فقط. إلا أنّ حديثاً صحافياً لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، الدّاعم لتيار “المردة”، كان كفيلاً بإشعال السّجال مُجدّداً مع حزب “القوّات اللّبنانيّة”.
في التّفاصيل، أشار المكاري إلى أنّ أن “يد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ممدودة ليس فقط الى معراب إنما الى جميع القوى المسيحية من دون استثناء، علماً أن فرنجية دعا حزب “القوات”، كخصم سياسي، وانطلاقاً من تمثيله الشريحة المسيحية الأكبر، إلى ترشيح رئيسه سمير جعجع، لتجريَ على أساسه المعركة الانتخابية ضمن الأطر الديمقراطية، إلا أنه من النّاحية العملية، لا جعجع يريد الترشح ولا “القوات” كحزب يرضى بتبني ترشيح فرنجية لاعتباره انه مع المردة في خطين سياسيين متناقضين”.
إلا أنّ الموقف الذي استدعى رداً من “القوّات”، تمثّل بقول المكاري: “فرنجيّة حمى العديد من المؤسسات المسيحية المناهضة له أثناء الحرب لاسيما الإعلامية منها، وأعطى براءة ذمّة لجعجع من باب الغفران في ملفّ طوني سليمان فرنجيّة، وذلك من دون مقابل وثمن سياسي”.
وعلى الفور، ردّ رئيس جهاز الإعلام والتّواصل في حزب “القوّات اللبنانية” شارل جبّور، عبر منصّة “أكس”، على المكاري، واصفاً إيّام بـ”المسطول”، وكتب: “أظهرت متابعتي من بعيد لمواقف وزير الإعلام زياد المكاري بانه غير ملمّ في السياسة وسطحي وخفيف، ولكن اليوم تأكدّت بأنه مسطول، إذ قال: “سليمان فرنجية أعطى براءة ذمة لجعجع من باب الغفران في ملف طوني فرنجية، ودون مقابل وثمن سياسي”. غفران ياخدك، وبراءة ذمة تذممك. روح قرا تاريخ يا أهبل”.