كثيرًا ما يعاني الأشخاص في ظلّ هذه الظروف القاسية من التوتر أو الخوف أو القلق الدائم، وهناك الكثير من الوسائل التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يهرب من الواقع قليلاً ويخفّف حدّة التوتر.
ولعلّ أهم هذه الوسائل “الاستماع” للموسيقى. فيمكن أن يساعد الاستماع إلى الموسيقى في تقليل التوتر من خلال آليات عدة نفسية وفسيولوجية:
1. تقليل مستويات الكورتيزول: الموسيقى، خصوصا الأنواع الهادئة، يمكن أن تقلل من إنتاج الكورتيزول، وهو هرمون يرتبط بالتوتر. وانخفاض مستويات الكورتيزول يساعد الجسم على الشعور بمزيد من الاسترخاء.
2. تنشيط استجابة الاسترخاء: الموسيقى البطيئة والمستقرة، مثل الموسيقى الكلاسيكية أو الأصوات المحيطة، يمكن أن تحفز استجابة الاسترخاء في الجسم، مما يقلل من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، التي ترتفع عادة أثناء التوتر.
3. إلهاء العقل: الاستماع إلى الموسيقى يصرف الانتباه عن مصادر التوتر. من خلال التركيز على الإيقاع أو اللحن أو الكلمات، تمنح الموسيقى العقل استراحة من القلق والتوتر.
4. تحسين المزاج: الموسيقى يمكن أن تزيد من إفراز الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان مرتبطان بالسعادة والشعور الجيد، مما يساعد في مواجهة مشاعر التوتر أو القلق.
5. تشجيع التنفس العميق: الموسيقى الإيقاعية يمكن أن تشجع على نمط التنفس الأبطأ والأعمق، مما يساعد في خفض معدل ضربات القلب وتقليل مستويات التوتر.
6. تشجيع التعبير عن النفس: بعض الأنواع أو الأغاني قد تلامس العواطف الشخصية، مما يتيح للمستمعين الشعور بالفهم والتعبير عن المشاعر التي قد لا يتمكنون من التعبير عنها بالكلمات، مما يساعدهم على معالجة وإطلاق التوتر.
لذلك، يمكن أن يكون الاستماع إلى الموسيقى أداة فعّالة للتعامل مع التوتر من خلال مساعدة العقل والجسم على الوصول إلى حالة أكثر استرخاء.