في سنة 1442م، زار أنطون دي ترويا بيروت بمهمة من الفاتيكان، ووصف المدينة في مدوناته التي أوردها الأب هنري لامنس (توفي سنة 1937 في بيروت) في كتابه “رحلة الأخ غريفون إلى جبل لبنان”. ومما كتبه دي ترويا في وصف سكان بيروت في أواسط القرن الخامس عشر يقول:
“… وفي أسواقها الضيقة، وطرقها الملتوية، تزدحم الأقدام. فمن أصحاب العمائم، أو الكفاف الحريرية، ومن لابسي البرانس البيضاء أو المضربيات، ومن هو مدجج بالأسلحة المطعمة بالذهب والفضة والنحاس بأشكال من النقوش البديعة… وكم من تاجر وأمير خطير يتعثر بحمال فقير.
فيها التقت جميع اللغات، وتعارضت الألوان والأصوات: فمن الزنجي السوداني، إلى الشركسي الأبيض، ومن الرومي النزق إلى البدوي الشديد، ومن اليهودي الملتوي إلى الاسباني المتغطرس، وقد اختلط بهم تجار البندقية وجنوا وبيزا.”
مجلة المشرق، السنة الأولى ص 17.
اللوحة: تجار في سوق بيروتي سنة 1851 للرسام والمستشرق الفرنسي Charles Theodore Frere
مع تحياتي
الأستاذ سهيل منيمنة، مؤسس جمعية تراث بيروت.